التنقل في مشهد متغير في سوق العمل والنمو ومعنويات السوق

يبدو أن الاقتصاد الأميركي يدخل مرحلة انتقالية تتميز بإشارات متباينة من سوق العمل، وتزايد المخاوف بشأن تباطؤ اقتصادي، وتصحيحات ملحوظة في القطاعات الرئيسية للأسهم. إليكم لمحة عامة عن الاتجاهات الحالية وما قد تعنيه للأشهر المقبلة.

تباطؤ نمو الوظائف في ظل بيئة سياسات متغيرة

تكشف البيانات الأخيرة عن استمرار الاقتصاد الأميركي في إضافة وظائف، ولكن بوتيرة أبطأ. تُظهر الأرقام الحديثة زيادات طفيفة في وظائف القطاع غير الزراعي إلى جانب ارتفاع طفيف في معدل البطالة. يعكس هذا الاتجاه المزدوج سوق عمل متقلبة، فلا يزال خلق الوظائف مستمرًا لكن تقابله تغييرات هيكلية، بما في ذلك تقليص التوظيف الفدرالي وتحولات في ديناميكيات سوق العمل. وعلى الرغم من أن بعض القطاعات، مثل الرعاية الصحية والنقل، لا يزال يُظهر مرونة، فإن الزخم العام يتراجع بسبب تغييرات السياسات التي تعيد تشكيل ممارسات التوظيف في القطاعين الحكومي والخاص.

تزايد المخاوف من الركود وتغيرات سوق السندات

بالتزامن مع تباطؤ التوظيف، تشير إشارات سوق السندات إلى ارتفاع خطر التباطؤ الاقتصادي. ويعيد المستثمرون تقييم استراتيجياتهم استجابةً لسياسات مالية أدخلت حالة من عدم اليقين، بدءًا من الرسوم الجمركية الصارمة إلى التخفيضات الكبيرة في القوى العاملة الفدرالية. وقد أدى ذلك إلى تركيز متجدد على السندات قصيرة الأجل، بالإضافة إلى زيادة حدّة منحنى العائد، فقد يستعد المتداولون لاحتمال قيام الاحتياطي الفدرالي بخفض أسعار الفائدة. هذه التحركات تعكس استعداد الأسواق لبيئة قد يصبح فيها النمو أكثر تقييدًا في المستقبل القريب.

تقلبات قطاع التكنولوجيا وتصحيحات ناسداك

لطالما كان قطاع التكنولوجيا محركًا رئيسيًا للتفاؤل في الأسواق، لكنه شهد مؤخرًا إعادة تقييم حادة. فقد أدى التحول بعيدًا عن أسهم التكنولوجيا ذات التقييمات المرتفعة إلى دخول مؤشر ناسداك 100 في مرحلة التصحيح، ففقد عدد من الشركات الكبرى جزءًا كبيرًا من مكاسبها الأخيرة. يبدو أن هذا التحول مدفوع بتزايد الشكوك حول استدامة التوقعات العالية للنمو، بخاصةٍ في ظل تباطؤ الاقتصاد وزيادة الضغوط على التكاليف. وبينما يعيد المستثمرون تقييم التوازن بين الابتكار التكنولوجي وقيمة السوق، يعد هذا التصحيح تذكيرًا بالتقلبات الحتمية في القطاعات التي كانت تُتداول سابقًا بعلاوات سعرية مرتفعة.

نظرة أوسع على الأسواق: التقلبات والتحول نحو الأصول الآمنة

إلى جانب القطاعات الرئيسية، أصبحت تقلبات السوق موضوعًا متكررًا. فقد أدت المخاوف بشأن السياسات التجارية وخفض الإنفاق الحكومي إلى تعزيز حالة من الحذر، ما دفع المستثمرين إلى التحول نحو الأصول الأكثر أمانًا. كما شهدت الأسواق المالية العالمية اضطرابات متزايدة مع قيام المستثمرين بموازنة المكاسب المحتملة على المدى القصير مقابل المخاطر الاقتصادية طويلة الأجل. ويؤكد هذا النهج الحذر على أهمية الحفاظ على محفظة استثمارية متنوعة والقدرة على التكيف مع ظروف السوق المتغيرة.

نظرة مستقبلية

على الرغم من أن الاقتصاد الأميركي لا يزال يظهر بعض نقاط القوة، فإن الاتجاهات الأخيرة تشير إلى ضرورة توخي الحذر. مع تباطؤ نمو الوظائف، وإشارات سوق السندات إلى ارتفاع مخاطر الركود، وتصحيح كبير في قطاع التكنولوجيا، يجب أن يكون المستثمرون على استعداد لبيئة من عدم اليقين المتزايد. ومع تكيف صناع السياسات والمشاركين في السوق مع هذه التحولات، فإن متابعة هذه التطورات عن كثب ستكون ضرورية لإدارة المخاطر واغتنام الفرص.

الدولار في حالة تشبع بيعي

تراجع المؤشر العام للدولار الأميركي في جلسة تعاملات الأسبوع الماضي الى ادنى مستوى له منذ منتصف أكتوبر، ليخسر كل المكاسب التي سجلها حتى قبيل الانتخابات الأميركية، بينما أصبحت النظرة العامة أكثر سلبية في الأيام الماضية، إلا ان المؤشرات الفنية ما زالت سلبية على معظم المستويات، ما قد يؤدي الى بعض التصحيح نحو الأعلى قبيل استمرار الاتجاه السلبي. إلا ان أي ارتفاعات تصحيحية للدولار حالياً من شانها ان تكون محدودة دون مستويات المقاومة المتمركزة عند مستويات 105.50.

بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال

نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.

رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.

المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية