الأسواق تتراجع وسط تركيز على الأرباح وتوترات الرسوم الجمركية وضعف الدولار

تتنقل الأسواق العالمية هذا الأسبوع في مشهد معقد يجمع بين موجة حاسمة من إعلانات الأرباح الأميركية، وتصاعد التوترات التجارية مع الصين، وتبدل التوقعات المتعلقة بالسياسات النقدية. ومع ظهور اضطرابات في سلاسل التوريد وارتفاع المخاوف التضخمية، يعيد المستثمرون تقييم الفرص في الأسهم الأميركية على خلفية ضعف الدولار. في المقابل، تظهر التوقعات الاقتصادية في أوروبا بوادر تباين، مع تفكير المركزي الأوروبي في تعديل مسار أسعار الفائدة.
في ما يلي نظرة تفصيلية على أحدث التطورات في الأسواق، التجارة، والسياسة:
تراجع العقود الآجلة قبل موسم الأرباح الحاسم
سجلت العقود الآجلة للأسهم الأميركية تحركات طفيفة نحو الهبوط مع استعداد الأسواق لموسم أرباح مكثف، فمن المقرر أن تعلن شركات تمثل ما يقارب 20 تريليون دولار من القيمة السوقية في مؤشر S&P 500 عن نتائجها.
– تراجعت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 0.1%.
– انخفضت العقود الآجلة لمؤشر Nasdaq 100 بنسبة 0.1%.
– استقرت العقود الآجلة لمؤشر Dow Jones من دون تغيير يذكر.
توقفت سلسلة ارتفاعات استمرت أربعة أيام في الأسهم الأمريكية مؤقتًا، في انتظار نتائج شركات التكنولوجيا الكبرى مثل مايكروسوفت، آبل، ميتا بلاتفورمز، وأمازون. ومن المتوقع أن تسجل مجموعة السبعة العظمى نموًا في الأرباح بنسبة 15% في العام 2025.
في الوقت ذاته، هدأت التقلبات الناتجة عن تحركات ترامب الجمركية قليلاً، لكن مفاوضات التجارة لا تزال تشكل عاملاً حاسمًا. وقد لمح ترامب إلى أن احتمال تأجيل إضافي للرسوم الجمركية المرتفعة تبدو غير مرجحة.
الرسوم الجمركية تهدد الاقتصاد الأميركي
بدأ التصعيد في الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية بنسبة 145% ينعكس على سلاسل الإمداد العالمية.
– انخفضت شحنات البضائع من الصين إلى الولايات المتحدة بنسبة تصل إلى 60%.
– حذرت شركات التجزئة الكبرى مثل Walmart وTarget من احتمال حدوث نقص في المنتجات وارتفاع الأسعار ابتداءً من منتصف مايو.
– قد تؤدي تخفيضات القدرة الاستيعابية للشحن إلى اختناقات وتأخيرات حتى في حال التوصل لاحقًا إلى هدنة تجارية.
تشير التوقعات الاقتصادية إلى تباطؤ كبير في الواردات، ما يزيد من المخاطر التضخمية، وسط تحذيرات من احتمال دخول الاقتصاد الأميركي في ركود بنسبة تقارب 50%.
ضعف الدولار: بارقة أمل للأسهم الأميركية
على الرغم من التوترات التجارية، يوفر ضعف الدولار دعماً للأسهم الأميركية.
– يُتوقع أن يسهم انخفاض قيمة الدولار في تعزيز أرباح الشركات الأميركية، لا سيما تلك ذات الإيرادات الخارجية الكبيرة.
– يُتوقع أن يبقى مؤشر S&P 500 ضمن نطاق 5000 إلى 5500 نقطة على المدى القريب، معتمدًا على تطورات التجارة وزخم الأرباح.
– تظل الشركات الأميركية الكبرى خيارًا مفضلًا، بفضل جودتها العالية وأدائها النسبي الأفضل في مراحل الدورة الاقتصادية المتأخرة.
مع ذلك، لا تزال المخاطر قائمة، فقد تحد حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية وتباطؤ الزخم الاقتصادي من فرص الصعود، مما يدفع بعض المستثمرين للتحول نحو الأسهم الدولية.
المصرف المركزي الأوروبي قد يتجه نحو رفع الفائدة
على عكس المسار المتوقع للاحتياطي الفدرالي نحو التيسير، قد يبدأ المصرف المركزي الأوروبي بالتفكير في رفع أسعار الفائدة في نهاية العام 2025.
– من المتوقع أن يعزز الإنفاق الدفاعي والإنفاق على البنية التحتية النمو الاقتصادي الأوروبي.
– من المرتقب أن يصل معدل الفائدة على الودائع إلى القاع بين 1.5% و1.75% بحلول سبتمبر، قبل أن يبدأ بالارتفاع لاحقاً.
وقد يؤدي التحفيز المالي من خلال ميزانيات الدفاع إلى زيادة انحدار منحنيات العائد على السندات الأوروبية، بخاصة في دول مثل فرنسا وإيطاليا التي تعاني من أوضاع مالية أضعف.
لمحة عن السلع والسندات والعملات
– الذهب: تراجع بنسبة 1.2% إلى 3278.89 دولار للأونصة.
– عائد السندات الأميركية لأجل 10 سنوات: ارتفع بثلاث نقاط أساس إلى 4.26%.
– مؤشر الدولار: لم يشهد تغييرات كبيرة.
– النفط (خام غرب تكساس الوسيط): انخفض بنسبة 0.4% إلى 62.78 دولار للبرميل.
تشكل هذه الأيام اختباراً حاسماً للأسواق المالية، مع تضافر عدد من العوامل الرئيسية:
– أرباح الشركات وسط الاضطرابات التجارية
– مسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين
– تأثير ضعف الدولار
– التحولات المحتملة في السياسات النقدية العالمية
لا تزال الأسواق تتأرجح بين التفاؤل المرتبط بقوة الأرباح والحذر الناجم عن المخاطر الهيكلية في سلاسل الإمداد وحالة عدم اليقين السياسي.
ينبغي على المستثمرين الاستعداد لمزيد من التقلبات مع صدور البيانات الاقتصادية، ونتائج الشركات، والتطورات الجيوسياسية خلال الأيام المقبلة.
.
بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال
نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.
رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.
المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية