Back

استمرار التقلب في الأسواق وسط تصاعد حالة عدم اليقين العالمية

تشير التطورات الأخيرة في الأسواق المالية إلى تغير متزايد في معنويات المستثمرين، فقد يؤدي تزايد التقلبات إلى تعديلات واسعة عبر مختلف فئات الأصول. وقد أدت موجة البيع المكثفة في الأسهم إلى زيادة الاهتمام بالأصول الآمنة، ما يعكس إعادة تقييم توقعات الأسواق.

انعكاس في سوق الأسهم والبحث عن الاستقرار

بعد التراجعات الحادة التي شهدتها الأسواق العالمية مؤخرًا، بدأت بعض المؤشرات تظهر بوادر استقرار. فبعد الانخفاض الكبير في المؤشرات الرئيسية، بما في ذلك التصحيح الحاد في أسهم التكنولوجيا الأميركية، تشير تداولات العقود الآجلة إلى إمكانية حدوث تعافٍ مؤقت. وعلى الرغم من أن بعض القطاعات الأكثر تضررًا، لا سيما في قطاع التكنولوجيا، قد شهدت انتعاشًا طفيفًا، لا يزال الحذر يسيطر على المشهد العام.

وقد كان للمخاوف بشأن قوة الاقتصاد وعدم اليقين في السياسات دورٌ رئيسي في تشكيل اتجاهات السوق. يراقب المستثمرون عن كثب الإشارات المقبلة من الاقتصادات الرئيسية، بخاصة في ظل التغيرات في السياسات التجارية والاستراتيجيات المالية التي قد تؤثر على أرباح الشركات والأداء العام للأسواق.

تحولات في استراتيجيات الاستثمار

أدت الاضطرابات الأخيرة في الأسواق إلى تغيير في استراتيجيات الاستثمار. ومع تصاعد حالة عدم اليقين بشأن مستقبل الاقتصاد الأميركي، بدأ المستثمرون في تنويع استثماراتهم والبحث عن بدائل في الأسواق الأوروبية والآسيوية. كما شهدت بعض العملات مثل اليورو والين اهتمامًا متزايدًا، إلى جانب الأصول الدفاعية مثل السندات الحكومية.

شهد سوق الصرف الأجنبي أيضًا نشاطًا متزايدًا، فقد تراجع الدولار عن أعلى مستوياته الأخيرة مع إعادة تقييم المستثمرين لاستدامة قوته. كما أدت إعادة ضبط التوقعات بشأن مسار أسعار الفائدة واتجاهات التضخم إلى تعقيد مواقف الأسواق بشكل أكبر.

العوامل الجيوسياسية والتجارية تزيد من حالة عدم اليقين

لا تزال المناقشات الجارية بين الاقتصادات الكبرى حول السياسات التجارية مصدر قلق رئيسي. أدى غياب التقدم في حل النزاعات التجارية إلى فرض ضغوط على سلاسل التوريد العالمية، ما قد يؤثر على التضخم والنمو الاقتصادي. ويعمد المشاركون في الأسواق على مراقبة تأثير هذه التوترات غير المحلولة، بخاصة مع استمرار تعثر المفاوضات التجارية، ما يؤخر أي حلول ملموسة.

بالإضافة إلى ذلك، تؤثر التحولات في أولويات الإنفاق الحكومي، لا سيما في القطاعات الدفاعية والصناعية، على استراتيجيات الاستثمار. وتشير الإعلانات السياسية الأخيرة في أوروبا إلى تركيز متجدد على الاستثمار في البنية التحتية والقطاع العسكري، ما قد يعيد تشكيل تدفقات رأس المال في الأشهر المقبلة.

ما الذي ينتظر الأسواق؟

نظرًا للطبيعة الديناميكية للأسواق المالية العالمية، يراقب المستثمرون عن كثب إصدارات البيانات الاقتصادية الرئيسية وقرارات السياسة النقدية وأرباح الشركات للحصول على مزيد من التوجيه. من المتوقع أن يستمر التقلب في الأسواق مع استمرار تفاعلها مع البيانات الجديدة والتكيف مع الظروف الاقتصادية المتغيرة.

يسلط الوضع الحالي الضوء على أهمية إدارة المحافظ الاستثمارية بشكل استراتيجي واعتماد نهج متنوع للتعامل مع حالة عدم اليقين في الأسواق. ومع استمرار تغير الأسس الاقتصادية، سيكون البقاء على اطلاع والاستعداد للتكيف أمرًا ضروريًا لاتخاذ قرارات استثمارية سليمة.

اليورو يتجاوز مستوى 1.09

واصل اليورو ارتفاعه في الساعات الماضية، متجاوزًا مستوى 1.09 للمرة الأولى منذ نوفمبر. وعلى الرغم من أن المؤشرات الفنية على الرسم البياني اليومي تُظهر أن السوق في منطقة شراء مفرطة، ما يشير إلى احتمال حدوث تراجع في الأيام المقبلة، فإن الارتفاع الأخير يدعم النظرة الصاعدة التي قد تستهدف مستوى 1.10. ومع ذلك، من الضروري تحقيق استقرار فوق 1.09 لتعزيز المزيد من المكاسب. ومن الجانب الآخر، من المتوقع أن يظل أي تراجع محدودًا فوق مستوى 1.0660 في الوقت الحالي.

الذهب يرتفع فوق 2900 دولار للأونصة

بعد أن انخفض الذهب إلى أدنى مستوى عند 2882 دولارًا في جلسة التداول يوم أمس، تعافى منذ ذلك الحين ليعوض 90% تقريبًا من هذا الانخفاض، وهو يتداول حاليًا حول مستوى 2912 دولارًا. ويظل هذا التعافي مدفوعًا بعمليات البيع الأخيرة في أسواق الأسهم، ولكن يبقى السؤال الأهم: إلى متى سيستمر هذا الاتجاه؟

حاليًا، يُظهر الذهب نمط قمم منخفضة على الرسم البياني اليومي، ولا تشير المؤشرات الفنية إلى تحول قوي نحو الاتجاه الصاعد. وهذا يزيد من احتمال حدوث حركة هابطة أخرى في الأيام المقبلة. مستويات الدعم التالية التي يجب مراقبتها هي 2880 دولارًا، يليها مستوى 2800 دولار.

بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال

نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.

رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.

المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية

This site is registered on wpml.org as a development site.